طريقة فهم التعلم تعطي أهمية للإبداع والمبادرة.
وُلد مفهوم المدرسة الجديدة في القرن العشرين، كنقد للمدرسة التقليدية السلطوية التي لا تزال سارية المفعول حتى اليوم في بعض البلدان، رغم التغييرات والإصلاحات التربوية المستمرة، وهي تنتقد الطريقة التقليدية في التعليم، حيث يكون التلميذ كائنًا سلبيًا لا يتلقى سوى المعلومات والتعزيز المتكرر غير الخلاق.
يهدف مفهوم المدرسة الجديدة إلى التركيز على اهتمام الطفل وتنمية قدراته، مما يجعل التلميذ كائنًا نشطًا في تعلمه. يتعلق الأمر بـ “التعلم بالممارسة”. إنه يتعلق بخوض الطفل تجربة مباشرة وتحفيز تفكيره وامتلاكه للمعلومات من خلال الملاحظة، والحصول على حلول للمشكلة ووضعها موضع التنفيذ، وبالتالي فهو يعزز التعلم النشط والتعاوني والتشاركي والشخصي الذي يتمحور حول المتعلم من خلال الحوار والمشاركة.
منهجية التدريس في مفهوم المدرسة الجديدة
هو تدريس حر ونشط يأخذ فيه المعلم وجهة نظر التلميذ بعين الاعتبار، ويكتفي المعلم بتصحيح الأخطاء وإعطاء التوجيه لتلاميذه، تاركاً لهم حرية طرح الأسئلة، كما أن هذا المفهوم للمدرسة الجديدة يقضي على محدودية التعلم في فصل دراسي واحد أو جدول زمني واحد، حيث يتعين على التلميذ أن يكون جالسًا وصامتًا يتلقى المعلومة فقط. في المفهوم الجديد يمكن للطفل، بل ويجب عليه، أن يتحرك في البيئة المحيطة به، ويستكشف الأماكن المختلفة، ويشرك والديه وبيئته (خارج المدرسة) في عملية التعلم.
يتم التخلص من ديناميكية السلطة والإخضاع للمعلمين من خلال جعل المعلم شخصية راعية ومساعدة، و ترك كل سلطة الحكم الذاتي للأطفال، مما يجعلهم يفهمون أنهم بحاجة إلى تطوير مجموعة من القواعد لتحسين تعلمهم وتطورهم.
أساليب التعلم:
في الوقت الحاضر، نحن نعلم أن الأطفال ليس لديهم طريقة فريدة للتعلم، بل إن كل طفل يتعلم بطريقة مختلفة، واليوم، هناك سبعة أنماط مختلفة للتعلم معروفة في إطار مفهوم المدرسة الجديدة، والأسلوب الذي يناسب طفلنا ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لطفل آخر.
أنواع التعلم هي كالتالي:
١. التعلم البصري
يتعلمون من خلال الرسومات والصور… لديهم رؤية مكانية أكثر. تساعدهم الألوان والصور على التعلم بشكل أفضل ويتخيلون الأشياء بسهولة أكبر، وغالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “يمكنني تخيل ذلك”.
٢. التعلم السمعي
يفضلون استخدام الأصوات أو الإيقاعات أو الموسيقى للتعلم، وغالباً ما يجيدون الغناء أو العزف على آلة موسيقية، و عادةً ما يضعون إيقاعًا عند الحفظ، بحيث يساعدهم صوت معين على الحفظ، وغالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “هذا يبدو جيداً”.
٣. التعلُم الفردي (الشخصي)
يفضلون تعلم الأشياء بمفردهم. يركزون أهدافهم على الموضوعات التي تهمهم، و يميلون إلى التفكير في كيفية التصرف لفهم شيء ما، و يعتمدون على تفكيرهم وتحليلهم الذاتي، و غالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “أحتاج إلى وقت للتفكير”.
٤. التعلم الاجتماعي (بين الأشخاص)
هم أشخاص يحبون العمل ضمن فريق، و يشاركون النتائج التي يتوصلون إليها مع الآخرين، و يقومون بسلوكيات الإصغاء التي تساعدهم على فهم كيفية التعامل مع الآخرين. إنهم حساسون لدوافع الآخرين ومشاعرهم وحالاتهم المزاجية، و غالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “عقلان أفضل من عقل واحد”.
٥. التعلم اللفظي أو اللغوي
يقصد به التعلم الكتابي وهو التعلم الشفهي، وعادة ما يتم تسجيله ثم الاستماع إليه أو قراءته بصوت عالٍ، ويحبون البحث عن معنى المصطلحات الجديدة والتحدث عنها مع الآخرين، وغالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “بعبارة أخرى…”.
٦. التعلم الجسدي أو الحركي
غالبًا ما يستخدمون الجسم أو اليدين أو اللمس للتعلم و يركزون على الأحاسيس الجسدية للمواقف، و يستخدمون الأشياء المادية للتعلم. يحبون الرياضة والتمارين الرياضية، و يفضلون التفكير أثناء المشي أو الجري، وغالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “هيا بنا إلى العمل”.
٧. التعلم المنطقي الرياضي
يستخدمون المنطق والاستدلال والنظم للتعلم، ويحاولون فهم كل شيء من خلال التفكير المنطقي، و يميلون إلى إنشاء المخططات، و يستمتعون بالأرقام أو الأشكال، وغالباً ما يستخدمون عبارات مثل: “هذا منطقي”.
في المدرسة التقليدية، يتم تعزيز التعلم المنطقي الرياضي فقط، مما يؤدي إلى تنحية جميع الطلاب الذين لديهم طريقة أخرى للتعلم ومنعهم من تحسين تعليمهم، مما يؤدي إلى الإحباط من جانب الطالب، و لكن في مفهوم المدرسة الجديدة، يُسمح للطلاب بتحسين تعلمهم بطريقة مستقلة و يتم تحفيزهم على التعلم من خلال طريقتهم الخاصة في التعلم.
باختصار….
الهدف من مفهوم المدرسة الجديدة هو أن يتعلم الطلاب وأن يتعلموا و يتعلموا و يتعلموا وأن يبدعوا وأن يقوموا بالمبادرة وأن يفكروا بشكل نقدي وأن يقودوا العمليات وأن يعملوا ضمن فرق، وهذا شيء مطلوب في الوقت الحاضر للغالبية العظمى من الوظائف، ولكنه لا يتم تدريسه في المدرسة التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، تسمح المدرسة الجديدة للطالب بتحقيق أقصى استفادة ممكنة من نفسه واختيار أفضل طريقة للتعلم، مع التركيز على جميع احتياجات التعلم لكل طالب، وهذا يسمح للطفل بعدم فقدان الاهتمام بتعليمه ويزيل الإحباط الناتج عن عدم إحراز تقدم، حيث تتيح هذه المدرسة للطفل أن يكون متعلمًا مستمرًا، سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه، مما يسمح للآباء والأمهات بالمشاركة الفعالة في تعليم أطفالهم.